تاريخ قرية اويش الحجر

تاريخ بلدنا


الكاتب والمحقق للتراث الإسلامي








أويش الحجر (وسميت باسمها هذا) كما ورد في كتاب نزهة المشتاق باسم أويش الحجر وهى مدينة صغيرة بها بساتين وأشجار كذلك ورد اسمها في معجم البلدان باسم (أُويش) بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وشين معجمة ، قرية قرب سمنود على بحر دمياط من ديار مصر وأويش اسم مشتق من (أتوييس) (حارس الموتى) وكان بها معبد يقع شمال شرق أويش الحجر في المكان الذي لا يزال الأهالي يسمونه (شارع الكرنك) وكان يقابل هذا المعبد في الضفة الغربية لنهر النيل وعلى بعد 2ميل حوالي 3ك متر معبد أوزيس فى تل بهبيت الحجارة .






أويش الحجر والاستعمار اليوناني :-




الدارس لفن عمارة المقابر في أويش الحجر يجد أن المستعمر اليوناني والروماني دخل أويش الحجر وذلك بدليل عمارة المقابر وهى طوابق يعلو بعضها الآخر والدليل على ذلك المقبرة التي كانت بجوار مسجد الكفر البحري وكانت بها مقابر اتجاهها يخالف تعاليم الإسلام وهذه المقبرة أزيلت عام 1959م ولم يدفن فيها منذ عام 1890م وهذه المقبرة تماثل المقبرة التي توجد بعمود السواري بالإسكندرية وهى المقبرة اليونانية والرمانية ثم دخل الدين المسيحي أويش الحجر وبقيت القرية مسيحية حتى دخلها الفاتح العربي عمرو بن وهب الجمحي أحد قادة عمرو بن العاص .









أويش الحجر والاسلام :-




دخل الإسلام أويش الحجر في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب عندما فتح قائده عمرو بن العاص مصر ، أحد قادته عمرو بن وهب الجمحي وهو في طريه من سمنود إلى دميرة وبذلك فتحت أويش الحجر إسلاميا ودخلت في الدين الجديد واصطبغت بالدين الإسلامي وأسس عمرو بن الجمحي مسجدا بها وأصبح قبلة المسلمين وهذا المسجد هو اللبنة الأولى للإسلام في القرية وأصبح الإسلام دين القرية ولا غرابة في هذا ولم يبق من الوثنية الفرعونية والمسيحية أي شيء وأصبحت القرية تؤدى خدماتها الدينية للمسلمين فيها من تحفيظ القران الكريم وذلك سواء لسكانها أو للقرى المجاورة لها .







التبعية الادارية فى العصر الاسلامى :-



كانت قرية أويش الحجر تابعة لكورى لمديرية المرتاحية وقاعدتها أي عاصمتها نوسا الغيط ثم ضمت كورى المرتاحية إلى إقليم الدقهلية الذي كان يشمل مراكز فارسكور ودكرنس والمنزلة في الرُّوك الناصري وصار الجميع إقليما واحدا ويطلق عليه اسم كورى المرتاحية والدقهلية وكانت عاصمته أشمون الرومان حتى آخر دولة المماليك وفى العصر العثماني أطلق عليها ولاية الدقهلية ونقلت قاعدتها من أشمون الرومان إلى المنصورة وبذلك أصبحت أويش الحجر تابعة لمدينة المنصورة .








أويش الحجر والعصر الحديث :-



الدارس لجغرافية أويش الحجر لم يجد لها خريطة حتى يعتمد عليها الدارس لتاريخها وجغرافيتها ، ولكن من خلال الخريطة الموجودة في أطلس الحملة الفرنسية الذي قامت الحملة الفرنسية بتدوين معالم مصر فيه ، فقد كانت أويش الحجر من القرى التي دونت في هذا الأطلس .



والناظر إلى خريطة أويش الحجر في أطلس يوسف


كمال يفهم من المعالم الجغرافية أن قرية أويش الحجر محاطة بنخيل وأشجار وهذه القرية تقع على نهر النيل فرع دمياط على الشاطئ الشرقي .











ونلفت نظر الدارس والقارئ لتاريخ أويش الحجر إلى أن أويش الحجر وكفر الشنهاب كانت بلدة واحدة ، هذا من الناحية الإدارية أي أنه كانت قرية كفر الشنهاب تابعة لقرية أويش الحجر .



وكفر الشنهاب أيام الحملة الفرنسية كانت تسمى باسم كفر الشيخ ويحدها من الجنوب بلدة شنوبر ولكنها اندثرت ولم يبق لها أثر .







وهناك تعليلين لاسم كفر الشنهاب :



أولا : أن تسمية كفر الشنهاب بأنها الجزء الأول من كفر الشيخ وهى كلمة كفر وتحريف شنوبر إلى شنهاب .



ثانيا : هو أنه بقى الاسم كفر الشيخ ولما دفن فيها أحد أولياء الله الصالحين ويسمى الشنهاب فأصبح يطلق عليها الشيخ شنهاب واختصر الاسم إلى كفر الشنهاب ولعل اسم شنهاب اسم لاحق بعد تحريف شنوبر الى شنهاب .









وظلت التبعية الإدارية أي تبعية كفر الشنهاب لقرية أويش الحجر حتى سنة1927م فتقدم أهالي كفر الشنهاب بطلب إلى مديرية الدقهلية لفصلهم عن أويش الحجر وفى سنة 1929م حصلت كفر الشنهاب على الاستقلال الإداري عن أويش الحجر وأصبح لها إدارة خاصة من عمدة وخفراء وأول رجل شغل منصب العمدة هو الحاج / محمد أبو المعاطي بشار . وحصولهم على الاستقلال كان أيام عمدية الحاج /محمد اليماني الجمل عمدة أويش كذلك ظلت مواليد كفر الشنهاب تابعة لأويش الحجر حتى نهاية سنة 1930م . وذلك بدليل الدراسة الميدانية في دفاتر المواليد ووجد الباحث والدارس حوالي 30 مولودا من مواليد كفر الشنهاب مقيدين في دفتر أويش الحجر .





المواقع الجغرافى :-



الموقع قديما : تقع أويش الحجر شمال شرقي الدلتا على الضفة الشرقية لنهر النيل فرع دمياط ويحدها (قرية كفر الشيخ) التي تسمى حاليا كفر الشنهاب وكذلك بلدة(شنوبر) هذا من الناحية القبلية وبلدة شنوبر لها أثر في أرض ساحل البحر كما ينطقه سكان المنطقة وهو ساحل النهر بكفر الشنهاب حيث يجد الأهالي طوب أحمر وكفر الشنهاب وشنوبر تقع بين أويش الحجر وميت نوسا البحر (نوسا البحر حاليا) ويحدها من الناحية الغربية نهر النيل فرع دمياط ويحدها من الشمال الشرقي فرع النهر يبدأ هذا النهر من أويش الحجر مارا من أويش الحجر حتى (كفر سلكا) في الشرق وكفر سلكا يقع على الضفة الغربية ويتجه النهر من كفر سلكا حتى كفر شبرا الذي يقع على الضفة الغربية ومن كفر شبرا حتى(قرية بلخاى) ويتجه حتى كفر أبو ناصر ومن كفر أبو ناصر حتى قرية تلبانة وهذا الفرع لنهر النيل كان يمر بنهاية أرض أويش الحجر وخاصة حوض الهيشة حتى أن أجدادنا يقولون أن فى الهيشة قطقة تسمى حوض أومكان البحر وقد اندثر هذا الفرع ولم يقابل هذا الفرع فرع آخر على الضفة الغربية لنهر النيل ويبدأ هذا الفرع من قرية (ميت نابت)ويتجه حتى قرية ميت العميل وهذه القرية أي ميت العميل تقع على الضفة الغربية لهذا الفرع وكان يسمى بحر أويش ويتفرع هذا النهر إلى فرعين:



(أ) يتجه فرع منهم إلى كفر الحصة حتى نبروه ويطلق عليه ترعة نبروه ويتجه من نبروه حتى بلقاس ويتفرع فرعين ، فرع منهم إلى المعصرة والفرع الآخر إلى البحر المتوسط مخترقا محافظة كفر الشيخ حاليا .









(ب) الفرع الآخر يتجه حتى قرية (أفنيش)ثم يتجه إلى (ميت عبيد) ويطلق على هذا الفرع ترعة الثعبانية علما أنه قد اندثرت فتحة الفرع الثاني الذي يقع في الغرب لنهر النيل .





الموقع حديثا :-



تقع أويش الحجر في أقصى الجنوب الغربي من مركز المنصورة على الضفة الغربية لنهر النيل فرع دمياط بطول 4 ك متر . يحدها من الشمال قرية ميت بدر خميس وهى تابعة لمجلس قروي أويش الحجر ويحدها من الجنوب قرية كفر الشنهاب وهى تابع لمجلس قروي أويش الحجر ويحدها من الشرق قريتي نقيطة وسلكا التابعين لمركز المنصورة .



أويش الحجر تقع موقعا متوسطا لقرى المجلس القروي حيث أن قرى المجلس تقع في أقصى الجنوب الغربي لمركز المنصورة وتقع قرى المجلس بطول حوالي 10ك متر .









المساحة :



تبلغ مساحة أويش الحجر حوالى 1900 فدان وهذه المساحة تشمل الأراضي الزراعية والبور والأراضي المقام علبيها المساكن والطرق .







السطح :



سطح أويش الحجر سهل منبسط ولكن يتخلله مرتفعات وهى هضبات قد يصل ارتفاعها إلى 9 أمتار وهما اللتان أقيم عليها مساكن القرية من قديم الزمان خوفا من فيضان النيل وتسمى أحدهما وسط البلد والأخرى الكفر البحرى والتى أقيم عليها المسجد العتيق المسمى باسم مسجد الكفر البحري والذي بناه عمرو بن وهب الجمحي رضي الله عنه وأرضاه.